قبل الحديث عن ( الزواج عن طريق النت) يجب التفريق بين أنواعه :
أولاً : عرض أو دلالة للشاب أو الفتاة سواء عن طريق أقارب الشخص أو الشخص نفسه أو معارفه، وكذلك عن طريق مجموعات خاصة بالخطبة أو معرفة عامة أو عابرة أو وسيط…
وهذا النوع هو خطوبة عادية ليس فيها تعارف مباشر، وكذلك ليس فيها خلاف كبير مع أن لها ضوابط سبق وكتبت عنها منشوراً مستقلاً في إحدى المجموعات وسأقف معكم على بعض النقاط المهمة فيه :
يجب التفريق بين الدال والخطابة
( الخطابة هي شخص يتقاضى أجراً مقابل تزويج رجل بفتاة والعكس).
قد يدلكم شخص قريب أو بعيد (صديق أو معرفة من الشخص) لاتعتقد/ي أن الفتاة هي دائما من تدل على نفسها أو أن الدال خطابة.
ومن المهم جداً لكل شخص يريد أن يعرف بنفسه أن يضع الصفات الأساسية فيه
الاسم /العمر أو تاريخ الميلاد / من أي دولة ومدينة / أين يسكن ومع من /حالته الإجتماعية الحالية وسابقاً ( متزوج / مطلق) وعدد الأبناء إن وجد،
إضافة لبعض المواصفات الشكلية الطول والوزن ولون البشرة / العمل والحالة المادية
ثم يضع مواصفات الفتاة التي يريد ( دينياً / اجتماعياً / خُلقياً / وشكلياً)
ومن حق كل شخص أن يضع مايريد مع الانتباه أن لايكون الوصف السائد للفتيات هو الشكل فقط ( ومن يضع مواصفاته ليس لأجل تأديبه وتقريعه مهما كانت غير منطقية بالنسبة لك).
حين تتواصل مع أهل الفتاة ( تذكر أنها ابنتهم وغالية عليهم ويحبوها) ولا تتخيل أنهم مستعدون لأن يزوجوها لأي شخص أو يتخلصوا منها لمجرد عرض اسمها في مجموعة،و كثير من الأهالي لا تقبل أن يقال أخذنا الرقم من مجموعة أو من النت ( ومن المعيب أن يقال ذلك)
لأن الدال أحياناً يقوم بذلك بدون علم الأهل ورغبتهم.
- لا تتوقع كشاب أنك كثير على البنت، ولا تضع شروطاً كثيرة، بمبدأ البنات كثير ( بعض الشباب هداهم الله يريد فتاة بمقاييس أوروبية ونفسية عربية وعلم وجاه وأخلاق ودين وحجاب وصغيرة وشهادة طب ومتخرجة وتعمل وعمرها ٢٢ سنة وبيت أهلها قرب بيت أهله) غير مستعد لأن يتحمل تكلفة السفر أو أي شيء مقابل رؤيتها( فممكن تتحرك شوي وتبحث وتهتم وما تدري وين يكون نصيبك وين تلاقي فتاة أحلامك وسع دائرتك وتوكل على الله واطلب منه المعونة والتوفيق)
- للفتاة: لا تعتقدي بمجرد الخطوبة أن هذا الشخص هو الحب وهو الزوج المرتقب وهو السند، وهو فارس الأحلام وتنهاري وتتعلقي، ادرسي الواقع وادرسي الشخص وخذي وقتك بدون عجلة.
- أي شخص مجهول مستعجل فهو يمثل ( علاقة مريبة) يخفي شيئاً ما أو يريد سد فراغ لبديل معين إلا في حالات وأسباب تدعو لذلك كظروف سفر وعمل وغيره فلا تتسرعوا.
- الوسيط ليس كفيل للشخص وليس بضامن له، وليس الشخص المسؤول عن الطرف الذي جمعك به ( فلا تضعوا اللوم عليه و تسبوه وتشتموه) بل هو مجرد صلة وصل، يضع الأمر بيدك وبعد ذلك تصرفي بعقلك وحكمتك ومعرفتك وسؤالك.
- لا يحق للوسيط متابعة الحالة ولا شأن له بالخلافات الحاصلة، وليس مصلحاً اجتماعياً ليحل المشاكل بعد ارتباطكم يكفي وضعكم على عتبة الزواج والباقي مسؤوليتكم .
- نكرر لا يحق لأحد ذكر الطريقة التي وصل بها للطرف الآخر ووصمها بأنه ( مواصفاتها في النت والرقم من النت) كأنها سبة وقدح.
- قد لا تكون الفتاة و أهلها راضين عن طريقة حصولك على مواصفاتها ولا راضين بأن يتحدث أي أحد عنهم أو يدل عليهم ( الأفضل استئذانهم قبل ذلك) ولو حدث ذلك فهو اجتهاد من الدلالة وليس كارثة وإساءة ( فبمثل هذه الطرق تتعارف الناس سابقاً) وليس شيء مسيئاً أبداً.
النوع الثاني من الخطوبة : خطوبة الأهل لابنهم عن بعد.
قد تتضمن خطوبة الأهل نوعاً من التواصل عبر الانترنت بسبب ( بعد الخاطب عن مكان سكن الفتاة أو وجود أهله في بلد آخر) وهذا النوع يتضمن بعض التواصل عن طريق الانترنت.
وهذا أحد نماذج الخطوبات المشهورة حالياً بسبب تباعد المسافات وظروف الناس الحياتية، وعلى الرغم من نجاح بعض الزيجات بهذا الطريق ( خطوبة عادية بدون وجود الرجل) إلا أنه هنا تبرز كثير من العقبات في هذا الزواج منها :
- معرفة الأهل الضعيفة بولدهم، بعد قضاءه فترة طويلة بعيداً عنهم، و تغير عقليته ونفسيته تجعلهم يبحثون عن زوجة تناسبهم وليست تناسبه أو تناسب عقلية النسخة السابقة منه.
انسياق الشاب وراء رغبة الأهل وعدم معرفة نفسه وماذا يريد. - انجراف الشاب في علاقات غير شرعية في البلد الذي يسكنه وحين يتزوج يريد فتاة نظيفة عفيفة خلاف الموجود في بيئته.
- رغبة الشاب بالمحافظة على دينه في ظل المتغيرات حوله والانفتاح الشديد وضعف الرقابة، فيلجأ للارتباط السريع بأي فتاة دون معرفة صحة اختياره.
- رغبة الفتاة بالهروب من البلد الذي تسكنه أو إعجابها بنمط حياة بلد ما وترغب في الوصول إليه ولو عن طريق الزواج الخاطئ.
- تزويج الشاب تبعاً لسمعة عائلته ووجاهتهم في البلد دون النظر لحال الشاب ووضعه ودينه وخلقه.
- السؤال عنه من معارف سابقين وليس حاليين ( في وضعه وبلده الجديد).
- عدم حصول الرؤية الشرعية بشكل واقعي، فلغة الجسد وملامح الإنسان ومشاعره لاتظهر في الصور ولا مقاطع الفيديو مهما اجتهد في إيصالها.. التصرفات الطبيعية والهيئة العامة وأسلوب الحديث والحوار منعدمة تقريباً.
فالشخص الذي يتواصل من خلف الشاشات مختلف غالباً عمن يتواصل عبر الواقع ( قد يكون أفضل أو أسوأ فلا يوجد معيار ثابت لهذا).
- عدم حصول المخطوبين على فترة التعارف والاقتراب الجسدي الكافية التي تزيل منهما رهبة الزواج وتذيب الحواجز بينهما ويعيشان فيها أجمل الذكريات.
#أسماء_الجراد