كيف توأد الأنوثة

كيف توأد الأنوثة؟!!

انتهى وأد البنات منذ أن حرّمه الإسلام في قوله تعالى: (وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ * بِأيّ ذَنْبٍ قُتلَتْ) التكوير:٨

ولكن منذ ذلك الحين لازالت الأنوثة توأد بطرقٍ مختلفةٍ عن دفن الجسد وهو على قيد الحياة.. ولأسبابٍ أخرى
هدفها: ماذا يقول الناس؟
وشعارها: عارٌ على الفتاة أن تكون أنثى مكتملة الأنوثة.

فتوأد بدفن صفات الأنوثة والنّعومة والرّقّة في داخلها مراراً وتكراراً.

– توأد بكلمات الأب عندما كان يرى ابنته متزينةً متجملةً في العيد وفي الحفلات، وبدلاً من الإطراء على جمالها واهتمامها بنفسها في ذلك اليوم، يتمتم بتجاهلٍ واستهزاءٍ ” ماهذه السخافات”؟
أو حين يسمّي اهتمامها بنفسها وجسدها وبشرتها “قلّة أدبٍ وتفاهات” ويجبرها على إزالتها قبل مقابلة النّاس أو الخروج من المنزل.

– توأد بوصف الأخ حين يتهكّم عليها ويسخر منها “من الذي سيتزوجك؟!!” والأسوأ إن كان كلامه بمباركة الوالدين.
أو حين يراها تتزيّن أمام المرآة تمشّط شعرها وتعتني بأظافرها، فيمنعها من استخدام الحليّ ويكسر مرآتها ويهدر عطرها، والمؤسف حين تؤيّده الأمّ في ذلك (وهي الأنثى التي ينبغي أن تتفهّم حاجات ابنتها).

– تئدها الأمّ عندما لم تخصّص لها أوقاتاً للاهتمام بنفسها، لترتدي فيها ملابس تظهر أنوثتها وجمالها اللطيف، أو تزيل شعر الجسم الزّائد، أو تتعلّم صنع التّسريحات الجميلة لشعرها، حتى اعتادت على البعثرة وقلّة الهندام فلم تعد تهتمّ بالذّوق والجمال.

– وأدتها عندما كانت تعبّر عن حاجاتها، فتطلب ماتحتاجه الفتيات من لباسٍ وزينةٍ خاصةٍ بها، فتمنعها عنها بحجة “حين تتزوجي” فارتبطت في ذهنها أن زينتها لاتكون إلا لأجل إرضاء الرّجل فقط.

– تئدها حين تعتبر اهتمامها بنفسها مضيعةً للوقت وأنّها لاقيمة لها إلا بعمل المنزل.

لقد شارك الجميع بوأد الأنوثة بطريقته، حين ساهم في إقناعها أن الزّينة لا تحلّ لها إلّا حين تتزوّج فقط.
وأنّها قبل ذلك محض سخافاتٍ وتجاوزاتٍ

و هم ذاتهم يستغربون لاحقاً إهمالها لأنوثتها حين تكبر..
بل ويريدون منها أن تتقن الزّينة والّلباس الأنثوي والإثارة فجأةً -بقدرة سحرٍ ما- بعد الزواج، وينسون عمليات كتم الأنوثة الّتي مارسوها عليها منذ الطّفولة..

إنّ الأنوثة ليست فقط بالحليّ والزّينة وارتداء أغلى الملابس بل هي قبل ذلك حياءٌ وعفّةٌ.. على أن لايكون الحياء والعفّة عائقاً عن اهتمام الأنثى بنفسها وجمالها الجسديّ والنفسيّ..

وأد الأنوثة والزّواج:
لقد تمّت الإساءة للأنوثة كثيراً فأساء هذا للزّواج بصورةٍ غير مباشرةٍ.
وذلك عندما تعتقد النّساء أنّ الدّلع والغنج للخفيفات والإغراء لبنات الّليل فقط, وأن الزّوج الذي يطلب من زوجته ذلك هو شهوانيٌّ هائجٌ لايستطيع التّحكم في غرائزه.
فأنتج هذا بيوتاً تعيسةً، لديها (ذكوراً وإناثاً) كثيرٌ من الحاجات الأساسيّة النّفسيّة والعاطفيّة والجنسيّة، الّتي لا تعرف كيف تعبّر عنها أو تشبعها بالحلال..

ولم نكن بحاجةٍ لتدخلاتٍ غربيّةٍ تشجّع عمل المرأة واسترجالها لاتهامها بوأد الأنوثة فقد كانت موءودةً على يد مجتمعها الأصليّ، وساهمت تلك الأفكار بوأد ما تبقّى منها.

وإليك أيها الزّوج بضع خطوات في تشجيع زوجتك على الاهتمام بأنوثتها:

  •  عبّر لها عمّا تريد.
  • ساعدها في مهام المنزل والأبناء لتجد وقتاً للاهتمام بذاتها.
  • اشترِ لها ما تحبّ أن تراها ترتديه بدلاً من تحطيم ثقتها بنفسها والاستهزاء بها.
  • راعها في تقلّب أحوالها حين لاتهتم بنفسها في فترة الحمل والولادة وتربية الصّغار لأنها تفتقد الوقت والدّعم والمساندة من قبل الآخرين و أوّلهم الزّوج.

وأما عن حال النّسوة اليوم في أمر الأنوثة فقد انقسمن إلى أصناف:

  • منهنّ من تتباهى بعدم الاهتمام بالزّينة، وتستخّف بها وترفضها, وتعتبر الاهتمام بها من السّخافات, وأنّها تحمل قضايا أهمّ وأعظم من قضاء وقتها بالزّينة والجمال، وتنعت المرأة الّتي تحبّ التّزيّن بكثرةٍ بأنّها فارغةٌ ومضيّعةٌ للوقت وكأنّ الثّقافة والعلم لا تجتمعان مع التّزيّن.
  • وصنفٌ متطرّفٌ أوغل في الاهتمام بالجسد والجمال، و ثار على ما نشأ عليه وكرهه، فتولّدت لديه شراهةٌ على الزّينة وطبقات المكياج المتراكمة فوق البشرة لتعويض ما فاته.. حتى وصلت لخلع الحجاب.
  • وأمّا الاتّزان فهو امرأةٌ معتدلةٌ تجمع بين الالتزام واللباقة والحياء والأنوثة معاً وتعرف أن لكلّ مقامٍ مقالٌ ولكلّ مكانٍ زينته ومظهره الملائم وتعرف كيف تهذّب رغباتها وفقاً للشّرع الّذي راعى أصلاً الحاجات البشريّة الطّبيعيّة ولم يأمر بكتمها.

وفي الختام:
دعونا نعتبر هذه المقالة دعوةٌ لنا معشر النّساء للتّفكير بما ساهم بوصول الأنوثة إلى هنا والتّدرب على استعادتها, والاعتراف بأهميّتها للأنثى, وامتلاك القدرة على تربية بناتنا لتكون المرأة المعتدلة الواعية التي تفهم نفسها وتهتمّ بصحّتها وجسدها كما تهتمّ بعلمها ودينها وثقافتها.

وأيضاً دعوةٌ للرّجال لمساعدة الأنثى ودعمها في ذلك بدلاً من هدر طاقته وجهده وتضييع أسرته للبحث عمن تكفي رغباته بأيّ شكلٍ ولو أدّى ذلك للحرام.

#سمية_الفرحان

للتواصل مع الكاتبة عبر وسائل التواصل الاجتماعي:
انستغرام و فيسبوك

اقرأ ايضاً: ظاهرة الاسترجال بين الفتيات

مشاركة المقال:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إن كان لديك أي مشكلة أو استفسار أو سؤال يمكننا مساعدتك فوراً عبر التواصل سجل اسمك ورسالتك : ​

Contact Form Demo