عدد المشاهدات الكلي 1,157 , عدد المشاهدات اليوم 2
- ماذا أخبرت أبنائي عن الكريسمس؟ منذ طفولتي كانت تلفتني زينة الكريسمس حيث كنت أجدها في مجلات خاصة بالشراء عن بعد، ومنذ أيام أتأمل في حال بعض المضافين فأجد عندهم افتتانا بها بل وتغيير بعض الأثاث المنزلي وكذلك تعليق تلك الزينة والاحتفال ولو كنت ذات جهل ولم أتعمق بالعلم الشرعي لكنت اليوم أفعل مثلهم دون إدراك مني بفداحة الأمر.. وأعلم يقيناً أن ما يفعلونه دون وعي وأسأل الله لهم الهداية، ومن هنا وجدت فرصة للحديث المبكر مع أبنائي عن عيسى عليه السلام وعن هذا الأمر العقائدي الهام خاصة حين سألني ولدي ذات عيد لهم كنا قد مررنا بجانب شجرة منصوبة مع الوعل وسانتا في أحد الأحياء عن معنى تلك الرموز* أخبرتهم أن الله بعث الرسل ليعلموا الناس الخير فمنهم من آمن بهم ومنهم من كذب ومنهم من غلا فيهم حتى رفعهم لمرتبة الإله وكان ذلك في عيسى عليه السلام. * إن عيسى عليه السلام كان معجزة حيث ولد بلا أب – وهذا جزء من التربية الجنسية المهمة للطفل – فكل مولود يجب أن يكون له أم وأب ولكن العقل البشري لم يدرك تلك المعجزة فحين لم يعرفوا له أباً جعلوه ابنا لله – تعالى الله عما يقولون *( إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم) حين خلق الله الإنسان الأول لن يصعب عليه خلق أي كائن بعد ذلك بل هو أهون عليه كما قال ( وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ) *ولد عيسى عليه السلام من مريم العذراء التي لم يمسسها بشر وقد صعب عليها الأمر وتمنت الموت من خوفها من كلام الناس عليها بالسوء فأنطق الله عيسى وهو بالمهد وأعطاه من المعجزات العظيمة التي يعجز عنها البشر فقد كان يبرئ الأعمى والأبرص ويعلم شيئاً من الغيب بما يعلمه الله وكان له أصدقاء وأحباب يصدقونه ويتبعونه كصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم اسمهم ( الحواريين). *وفي ديننا أن ميلاده كان في فصل الصيف حيث يكون الرطب في النخل حين هزت الجذع ( وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا). ولكن لغياب الدقة في تقدير الزمن انزاح ليصبح في هذا الوقت وهذا غير صحيح .
- لاوجود للوعول ولا سانتا كلوز في القصة إنما هو رجل صالح يؤمن بالنصرانية كان يوزع الطعام للفقراء فجعلوه رمزاً لهم وجعلوا يحققون أمنيات أطفالهم في ذلك اليوم ويخبرونهم أن سانتا من قدمها لهم .
- لايقبل عيسى عليه السلام بما يفعله المسيحيون اليوم وسوف يشهد يوم القيامة على نفسه بأنه لم يطلب من الناس عبادته وتأليهه ( وَإِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَـهَيْنِ مِن دُونِ اللّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ* مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ).
- عيسى عليه السلام لم يقتل بل رفعه الله إليه وسوف ينزل قبل يوم القيامة ليعمر الأرض عدلاً ويقتل المسيح الدجال. يقول ولدي ( إن الاعتقاد بأن الله رفعه إليه أفضل وأعظم منزلة من الاعتقاد بصلبه! ثم كيف يكون إلهاً ثم يتمكن الناس من الإمساك به وصلبه وإنهاء حياته).
- الإيمان بعيسى عليه السلام كعبد لله ورسوله هو من أصل ديننا بل لايصح إسلام أحد بدونه وقد ذكر في القرآن 25 مرة.
- قد بشّر عيسى قومه بميلاد نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ( وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ ۖ) وقد ذكر محمد في كتبهم مرة باسمه الصريح ومرة بأوصافه وألقابه ولهذا نحن أقرب له من المسيحيين حيث نؤمن به ونؤمن بمن بشر به ونتبع وصاياه أيضاً. يقول ولدي ( أحسست أني أحببت عيسى عليه السلام كثيراً وأظن لو أنه يرى ما يفعلونه الناس الآن فسيحزن ولا يعجبه).
إذا – لماذا لا نحتفل معهم إذا كنا نحب عيسى عليه السلام بهذا القدر؟ * لأن احتفالنا يعني إيماننا بعقيدتهم المحرفة في عيسى ( بأنه ابن لله / وأنه قتل وصلب) ونقدم لهم شهادة بتصديق ذلك وهذا فيه شرك بالله تعالى وكل مظاهر الاحتفال تعني الموافقة صراحة أو ضمناً ولو لم ننطق بها .
لأن لنا أعيادنا الخاصة ولسنا بحاجة لأعياد غيرنا وإلا نكون كبني إسرائيل حين تمنوا لهم إلهاً ( وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْا عَلَىٰ قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَىٰ أَصْنَامٍ لَّهُمْ ۚ قَالُوا يَا مُوسَى اجْعَل لَّنَا إِلَٰهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ ۚ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ (138) إِنَّ هَٰؤُلَاءِ مُتَبَّرٌ مَّا هُمْ فِيهِ وَبَاطِلٌ مَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ).
يقول ولدي ( هل نكره زينة الكريسمس ؟) فقلت : أنا أرى أنها جميلة وملفتة للنظر وقد أبدعوا في تصاميمها ولكن لا تناسبنا وليست لنا ولا نقلدها وسنصنع في أعيادنا أجمل منها.