لا يتعلم الأطفال ما بين العامين والخامسة بالتلقين كما يتعلم الكبار بطريقة (هيا اجلس وردد خلفي ب بطة، هذا قلم وبه نكتب، هذه بقرة وتعطينا حليب) وإنما بطرق مختلفة..
أهم الخصائص التي تتميز بها هذه المرحلة هي:
– الدافعية والفضول
-حب التعلم والاستكشاف فعندما يصر الطفل على اللعب بشئ تمنعه أنت عنه فهو لا يعاند كما يقول الأغلبية ولا يتحداك كما يظن البعض،بل هو مندفعٌ نحو شيء جديد، ولديه رغبة لا يستطيع مقاومتها لاستكشافه، لتحسسه، لتفحصه، لتقليبه، لتجربته وهو يتعلم بهذه الطريقة.. يلاحظ، يتفحص، يستكشف، يجرب.
أنت بمنعه عن ذلك مرارا تقتل فيه هذه الرغبة..
لا تقتل في نفس طفلك الدافعية نحو التعلم والاستكشاف لأن قتلها في هذه السن يعني قتلها مدى الحياة عند الكثيرين.. بلا مبالغة
ماذا يفعل المربي حيال ذلك ؟
تفهم خصائص هذه السن وغير قناعاتك عن طفلك، تفهم أنه ليس عنيد ولا تتحول بتصرفاتك معه لطفل آخر وتُحدِث بينكما صراع سُلطة من سينتصر على الآخر ومن سيفرض كلمته على الآخر.
– انس فكرة (البيت المتحف):
بوجود الأطفال لا يوجد مثاليات ولا بيت مثالي بلا فوضى، عليك أن تتقبل هذا الأمر.
– وفّر له بيئة آمنة يتحرك ضمنها:
كل ما هو خطر في المنزل من كهربائيات وأشياء حادة وحافات طاولات وأشياء قابلة للكسر وسلالم مسؤوليتك إبعادها عن الطفل أو حمايته منها بالطريقة المناسبة واليوم تتوفر في الأسواق كل وسائل الحماية أو أبدع أنت باختراعها من منزلك حسب إمكانياتك حتى يكبر الطفل ويستطيع إدراك معنى كلمة “خطر”.
– لا تخفِ عنه كل شيء:
إذا أخفيت عنه كل شئ في المنزل كيف سيتعلم إذاً؟
أبْعد التحف الثمينة والقابلة للكسر وكل ما هو خطر وكل ما هو عزيز عليك لكن اترك كل ما هو ليس بخطر ولا يكسر دعه يلعب به ويرضي رغبته بالتعلم والاستكشاف.
– ساعده وساعد نفسك بتعجيل المرحلة:
من تجربة أم لثلاثة أطفال إذا تركنا الطفل يجرب الأشياء غير الخطيرة ولو أزعجتنا سينتهي فضوله نحوها بسرعة وسيتركها..
أغلب أطفال هذه السن يحبون اللعب بالمقلايات والقدور والمعالق، يعشقون رناتها وهم بهذا يختبرون الأصوات ويتعلمون اختلافها وربما أغلب الناس يزعجهم ذلك ويمنعون الطفل..
عندما نترك الطفل يلعب بها قليلا سيجربها فترة ثم عندما ينتهي من اكتشافها سيتركها ويلتفت لشئ آخر يستكشفه مناسب أكثر لسنه لكن لو منعناه كل مرة ربما نجد طفلا وصل للثامنة من عمره ولا زالت هناك معارك تدور بينه وبين أمه في المطبخ على الأدوات (هذا إذا لم يفقد الإصرار عل استكشافها فيخسر فرصة تعلم)..
بهذه الحالة هي ساعدت في تمديد المرحلة.. تحمل إزعاجه قليلاً حتى تتخلص منه بسرعة.
– وفر له بدائل:
كل الأطفال في وقت ما ضمن هذه المرحلة يرمون الأشياء لاختبار صوتها.. استبدل الأشياء القابلة للكسر بغيرها من البلاستيك أو اعطه أشياء لا يهمك إن رماها ودعه يرمي.. كالعادة سيجرب قليلا ثم يمل وينتهي الأمر بسلام.
– ثُلثي مشاكل هذه المرحلة حلها يكمن في التجاهل:
استخدمَ كلمة بذيئة.. تجاهل ولا تبدِ أي ردة فعل وسينساها.
ضربَك.. أبعد يده وتجاهل ولا تبدي أي ردة فعل سيتوقف.
رمى شيئا (غير خطير ولا يُكسَر) .. تجاهل سيجرب ثم يتوقف.
فقط تحمل قليلا وستحظى بنتائج مُرضية.
بتجاهل أو عدم فهم كل ما سبق وإصرارك على منعه ستحوله بنفسك إلى عنيد فعلا بل متمرد وصعب التعامل وهو لم يكن كذلك.
أخيرا..
لا شئ يدوم هي مرحلة وستنتهي مهما كانت متعبة لكن فرصة التعلم والتطور قد تزول للأبد.. هذه مرحلة مفصلية في حياة طفلك يتوقف عليها الكثير الكثير من مستقبله وقدراته وهي الأساس ببناء علاقة جيدة معه إلى الأبد أو سيئة لا قدر الله.
https://www.facebook.com/somaya.alfarhan
https://instagram.com/somayalfarhan?igshid=YmMyMTA2M2Y=
عدد المشاهدات الكلي 2,497