لا تقصوا أجنحتهم ..
نسمع يومياً كماً كبيراً من عبارات التربية ، افعل ولا تفعل .. يتشربها الأهل ويتغنون بفكرة التربية بالحب فيقعون في فخ المياعة والدلال وعدم شكر النعمة ولا يهتمون بالحفاظ عليها وينشأ لدينا طفلٌ ضعيف لا يقاوم الحياة اعتمادي على غيره وينتظر من الآخرين الاهتمام به وتدليله ..
وقد بحثت عن حلول لهذا الأمر فكانت بين من يترك ابنه ليتعلم ولو صاحب ذلك بعض الألم والانكسار والتعب والإجهاد عليه ، وبين من يقسو عليه رغبةً في تنشأته قوياً فينمو ضعيفاً منكسراً من تلك القسوة .. وقد لفت انتباهي خلال البحث كلمة نقلت عن والد ملالا أصغر فتاة حاصلة على شهادة نوبل الذي قال:
” لا تسألوني عما فعلت لها،اسألوني ما الذي لم أفعل . أنا لم أقص أجنحتها هذا كل مافي الأمر” ..
وبقيت أفكر طويلاً : كيف يمكننا أن نربي أبناءنا دون أن نقص أجنحتهم ؟
ووجدت أن إجابة هذا السؤال تطول وتطبيقها يحتاج لعزم وقوة من المربين ..
- يحتاج أن لا نضعف ونترك الحبل على الغارب ليتشرب الطفل كل ما حوله دون توجيه أو تعليم أو حكمة .
- يحتاج أن نهتم بزرع القيم والمبادئ والأفكار الصحيحة يرافقها حزم في تنفيذها متوازياً مع تركهم يمارسون الحياة التي يختارونها ولو عارضت أو خالفت بعض قناعاتنا الشخصية.
- نحتاج لتوفير بيئة تنمي الإبداع ولا تقتله وتشجع الفرد ولا تحبطه .
- نحتاج لأن نضع لهم بعض العوائق ونترك لهم المحاولة لتخطيها ولا نقدم المعرفة التلقينية وحسب بل يجب أن يصحبها التطبيق العملي .
- أن نهتم بأسئلة الطفل والإجابة عليها ونوسع له مداركه وقدراته ونساعده في تعلم البحث والتجربة عبر الوسائل العصرية المتاحة .
- أن لا نقارن أبنائنا بغيرهم سواءً نطقنا ذلك أو عقدنا المقارنات الخفية في دواخلنا .
- أن نتقبلهم كما هم وليس كما نريد ولا نضع لهم سقفاً مصنوع من أحلامنا ليتخطوه ونجبرهم عليه فإن لم يفعلوا فليسوا بمبدعين ولا منتجين .
- أن نعلمه كيف يلعب وكيف يختار قصصه ويطبق تجاربه ، و نصطحبه نحو العالم الخارجي للمعارض والمحافل العلمية ونحفزه بقصص المتميزين والمبدعين .
وعلينا أن نسعد بحركة الطفل فهي تساعده على تعدد معارفه ومصادره وصداقاته وتُكيّفَه مع الأصدقاء ويلهمه التواصل مع الكبار والتفاعل معهم ويوسع أفقه ومداركه
عدد المشاهدات الكلي 1,296