تزيين المنزل في رمضان بين رغبة الأطفال والبدعة

تزيين المنزل استعداداً لرمضان بين رغبة الأطفال والبدعة

يأتي رمضان حاملاً معه مجموعة من التغيرات في الروتين اليومي من وجبة السحور والتراويح واجتماع العائلة في وجبة الإفطار وغيرها.
وتأتي رغبة الأطفال وبعض الأسر خصوصاً في بلاد الغرب في تزيين المنزل وخلق أجواء من الفرح والسعادة، وتحقيق هذه الرغبة ينبغي أن يكون تجربة ممتعة وتعزيز الانتماء الديني لديهم، ولكن يجب مراعاة ذلك بعدة طرق لتجنب الوقوع في البدعة.

إليك بعض النصائح لتحقيق توازن بين إرضاء الأطفال وعدم دخول في البدعة:

  1. التوجيه والتوجيه: تحدثي مع الأطفال بشكل واضح حول الطريقة المناسبة لتزيين المنزل من دون الوقوع في البدعة. قدمي لهم أفكاراً إبداعية وتشجيعهم على الاستفادة من الأشياء المتاحة في المنزل. ضعي نصب عينك أن الإسلام لايشجع على الاستهلاكية وكثرة الإنفاق على الرفاهيات، ذكري أبنائك بأن الفرح له شروط والمال له قيمة فلا تصير الرغبة في الزينة مصدر شقاء أو حزن أو خلاف أسري أو موضع تفاخر وتكبر.

  2. التعليم والوعي: شجعي الأطفال على فهم الفرق بين التزيين بشكل خلاق وبين الوصول إلى البدعة. قدمي لهم نماذج وأمثلة توضح الاختلاف بين التقاليد الشرعية والأمور التي يمكن أن تكون بدعية. وكيف يمكن أن تبدأ البدعة في البشر ثم تتطور حتى تصبح مقصوداً بحد ذاتها، ثم تتحول إلى عبادة غير شرعية، اذكري قصة أصنام قوم نوح وكيف أنهم بدؤوا بعبادة الأصنام وأدخلوا الشرك بتمثيل الصالحين لتذكرهم بعد موتهم والتقرب إلى الله بهم وانتهى بهم الأمر لعبادتهم.
  3. المراقبة والاشراف: ضعي حدودًا واضحة لتزيين المنزل وتحديد الأماكن التي يمكن للأطفال تزيينها. تأكدي من مراقبة عملهم وتوجيههم في حالة الاقتراب من الأمور التي قد تكون محرمة. مثل استخدام التماثيل والتمائم والتشبه بغير المسلمين.

  4. التشجيع والثناء: قدمي الثناء والتشجيع على جهود الأطفال في تزيين المنزل بشكل إبداعي ومناسب، وذلك لتحفيزهم على الابتكار.

  5. تعزيز القيم الدينية: استغلي هذه الفرصة لتعزيز القيم والتقاليد الدينية لدى الأطفال، وشرح لهم أهمية الاحتفال برمضان والسعادة بموسم الخير ونفحات الإيمان بطريقة تتماشى مع التعاليم الإسلامية.

من الضروري أن تكوني قدوة حسنة للأطفال وتظهري لهم طريقة سليمة في تعبير عن الإبداع دون الوصول إلى البدعة. استغلي هذه الفرصة لتعزيز الروح الإيجابية والتعاون في العائلة وتشجيع الأطفال على التفكير خلاقًا ومبتكرًا دون تحدي أسس الدين.

وقد كتب الشيخ بدر آل مرعي في” حكم تزيين البيوت وبعض مظاهر استقبال رمضان من فوانيس وإضاءات”

فقال:” هذه الأمور من العادات المباحة، ولا مدخليّة للابتداع هنا، والفقيه يحرر مناطات هذا الباب بدقّة؛ فمن منعها كان نظرهم لجهات غير مؤثرة، منها:

  • قالوا: أنها متّصلة بعبادة؛ وهذا مدخل مشتهر، والصحيح أنه ليس كل ما اتصل برمضان من عادات اشترط فيه ما يشترط للعبادات المحضة.
  • قالوا: أنه فرح بشيء زائد غير مشروع، ويستدلون بما سطره الشاطبي من حديث عن “البدعة الإضافية”؛ وأقل أحوال الوصف أن قائل هذا القول لم يفهم كلام الإمام وربما لم يقرأه.
  • قالوا: أنه آتٍ من الدولة الفاطمية؛ وهذا سبب غير مؤثر، والعادات لا يحرر الموقف الشرعي منها بهذا المدخل التاريخي.
  • قالوا: أن استقبال رمضان يكون بالتوبة وتلاوة القرآن؛ وهذا لا مدخل له بالتحريم، وانفكاك الجهة ظاهر لصاحب أدنى تأمل.
  • وجود أوصاف خارجية كالإسراف وبعض المسموعات المحرمة في بعض هذه الأشياء؛ وهذا مؤثر خارجي، لا يحكم على الأصل بالتحريم عند خلوّه.

عن سهل بن سعد قال: “إن كنا لنفرحُ بيومِ الجمعة، كانت لنا عجوزٌ تأخذ أصول السلق، فتجعله في قِدرٍ لها، فتجعل فيه حباتٍ من شعيرٍ، إذا صلينا زرناها فقربته إلينا، وكنا نفرح بيومِ الجمُعةِ من أجل ذلك، وما كنا نتغدَّى، ولا نقيلُ إلا بعدَ الجمُعة، والله ما فيه شحمٌ ولا ودَك” . رواه البخاري 2349

الفرح أوسع في الإسلام من اشتراط الموافقة، بل يشترط فيها عدم المخالفة، ولو أحسن الإنسان في نيته لرجوت أن تدخل في تعظيم شعائر الله؛ فتزيين البيوت وتخصيص لباس رمضاني وبعض المأكولات المعتادة في رمضان عادات حسنة.”

تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال.

مشاركة المقال:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إن كان لديك أي مشكلة أو استفسار أو سؤال يمكننا مساعدتك فوراً عبر التواصل سجل اسمك ورسالتك : ​

Contact Form Demo