الأطفال-في- عيد- الأضحى

الأطفال في عيد الأضحى

يقبل علينا عيد الأضحى المبارك، حاملاً معه تعليمنا قيمة عظيمة، وشعيرة وركناً من أركان الإسلام الخمسة. فلا يكون المسلم محققاً لأركان الإسلام إلا بأدائه لفريضة الحج إن استطاع إليه سبيلاً.

عيد الأضحى يعلمنا أنّ العيد السعيد يرتبط بالأعطيات، والتخلي، والحركة والعمل. فالحركة في الذهاب للمناسك، وتأدية فريضة الحج، والعمل في الطواف والسعي والارتحال من بلد لآخر. والتخلي في الذبح والصدقة فيأكل منها، ويطعم ويهدي أصحابه وأهله، ويتصدق على الفقراء والمساكين. لقول الله تعالى: (فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير) الحج28 .

ومع أهازيج وفرحة العيد، قد تكمن بعض المشاكل التربوية في تعريف الطفل بفضيلة الأضحية، والتي تظهر في مشاهدة بعض الأطفال لعملية الذبح، ونفورهم من أكل اللحم، أو الغضب من ذبح الأضحية. أو يتطور ذلك لمشكلة نفسية بنوبات الهلع، أو كراهية منظر الدم، أو الكوابيس المتكررة عن الذبح، والأخطر هو التساؤل عن السبب الذي من أجله تذبح الحيوانات في هذا اليوم. وهذا يترافق مع بعض الأفكار المنتشرة عن الاهتمام بالغذاء النباتي والتخلي عن اللحوم، وتصوير من يأكل اللحوم بأنه شخص متوحش أو مؤذي للحيوانات اللطيفة.

وكي لا تحصل هذه المشاكل علينا تبيان بعض القواعد الأساسية قبل أن يتحول العيد إلى ذكرى سلبية تستمر مع الطفل أعواماً عديدة.

لماذا نأكل الحيوانات البريئة المسكينة؟ لماذا نتغذى عليها ؟

هذا السؤال البريء الذي طالما سمعناه من أبناءنا في كل مرة يشاهدون تحضير وجبة من اللحوم أو طبق من الدجاج أو السمك.
وكحال كل الأطفال سألني أطفالي هذا السؤال.

فقلت :
خلق الله سبحانه المخلوقات بتراتبية بحيث كل مخلوق يكون في خدمة من أعلى منه في الرتبة
فخلق الكائنات المجهرية والفطريات والأحياء الدقيقة لتتغذى عليها النباتات
وجعل الحيوانات تتغذى على النباتات أو تتغذى على بعضها بعضاً حسب الحجم والقوة فهناك حيوانات تأكل العشب وحيوانات تأكل الحيوانات العاشبة وهكذا
أما الإنسان فقد سخر الله له مافي الأرض جميعاً لخدمته وتنقلاته وطعامه وجعل له دائرة الحلال كبيرة وواسعة وهناك فقط بعض الممنوعات المحرمة
فجعله يتغذى على جميع النباتات والحيوانات وحرم عليه منها : الخنزير أو الحيوانات التي ذبحت بطريقة غير شرعية
( الميتة والدم والمخنوقة والتي وقعت من مكان عالي أو التي نُطحت أو أكلتها السباع أو ماذبح لغير الله) أما بقية الحيوانات والنباتات فهي حلال له ويمكنه الاستفادة من لحمها وشحمها وجلودها وعظامها.
ولهذا نحن نتمتع بنعمة الله ونستفيد منها في حياتنا ولسنا نؤذيها كما تعتقد.
وهذا هو التوازن الطبيعي الذي خلق الله عليه الكون بفضله ونعمته.
على أن نستخدمها في الخير والفائدة، وليس للعب والعبث والجشع أو الصيد الجائر لها، فعندها نكون قد استخدمناها بما لاينفع وسيحاسبنا الله على ذلك.

ولكن:

هل نخفي الذبيحة عن عيون أطفالنا، أم ندعهم يشاهدونها؟ وهل يصلح أن نعرضهم مبكراً لهذه التجربة القاسية؟ أم نتركهم حتى سن البلوغ؟

وللإجابة عن هذا السؤال يجب أن نبين بعض القواعد الأساسية في هذه السنة النبوية، ونبين أقسام المراحل العمرية لهذه السنة النبوية. وينبغي معرفة أنّ هناك اختلافات بين الأطفال القاطنين في المزارع والذين يشاهدون بعض هذه التفاصيل بشكل روتيني معتاد منذ الطفولة، ولا يصح مقارنتهم بأبناء المدن والذين ربما لم يشاهدوا الذبح في حياتهم ، أو يشاهدوه مرة واحدة في العام.

الأضحية مشروع تكافلي اجتماعي يزيد الترابط بين أفراد المجتمع.

  • يفضل ألا يشاهد الطفل مشهد الذبح قبل أن يصل إلى سن السابعة، وهو سن التمييز، ففي هذه السن يستطيع الطفل استيعاب الهدف من وراء الفداء والأضحية، سواء كان طفلاً أم طفلة. مع التدرج والتهيئة لما سيشاهده حتى لا يفزع من منظر الدم، وشكل الذبيحة وهي تخور وتلفظ أنفاسها. ويمكن البدء بمشاهدة بعض الأفلام الوثائقية عن الصيد وأكل الحيوانات لبعضها حتى يفهم السلسلة الغذائية للحيوانات، ثم يُشرح له عن السلسلة الغذائية للإنسان.

  • وقبل السابعة يجب أن يتم التدرج في شرح مفهوم الأضحية، ويمكن أن يشاهد السلخ والتقطيع وتوزيع اللحم، ويشارك في التوزيع، ويشاهد طبخ اللحم والكبدة وغيرها.

  • يجب أن يكون الطفل مدركاً ومميزاً،لئلا يقوم بتقليد ما يشاهده. ويجب أن لا نتأخر كثيراً بحماية الطفل من مشاهد الذبح حتى يصل للبلوغ. فهذا سيزيد خوفه منها، ولن يساعده على كسر حاجز الخوف بزيادة الحماية.

  • يجب أن لا تجبر الطفل على مشاهدة الذبح لو لم يرغب بذلك. وعليك أن تراقب استعداده النفسي والعاطفي قبل ذلك؛ فكثير ممن يكره اللحوم كان بسبب هذه اللحظات.

  • يجب أن لا نترك الطفل يلعب بالخروف ويبني صداقة معه، فبعض الأسر تطلق عليها أسماءً، أو تقول للطفل: هذا الخروف صديقك، ثم يفجع بفقدان هذا الصديق فجأة. فيخاف من أهله أن يفعلوا به ما فعلوا بالخروف، أو يكره عقد الصداقات خوفاً من فقدانها وخسارتها. بل يجب الصراحة والوضوح و التركيز على أن هذا الخروف هو صدقة لله تعالى وقربة وطاعة واتباعاً لسنة الأنبياء من قبلنا، وأنه سيبقى معنا لوقت قصير، وسيكون سعيداً أنه سيذبح لله تعالى ويكون طعاماً للمسلمين وصدقة للمحتاجين.

  • على من يتولى الذبح أن يشرح الهدف من الأضحية وسنتها، وأن يسمي ويتوجه إلى القبلة، ويكون لطيفاً عند الذبح، فلا يتوتر أو يغضب أو يشتم لو تعسر الذبح. وأن يبتغي بذلك نقل السنة النبوية بشكل جيد لأبناءه، فيكون قدوة لهم حين يكبرون.

ويمكن أن نقرأ للطفل بعض القصص التي تساعده على تعلم وفهم هذه الشعيرة عبر هذه الملفات:

عشر ذي الحجة كتاب للأطفال

عيد الأضحى

كبش من الجنة

#أسماء_الجراد

مشاركة المقال:

1 فكرة عن “الأطفال في عيد الأضحى”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إن كان لديك أي مشكلة أو استفسار أو سؤال يمكننا مساعدتك فوراً عبر التواصل سجل اسمك ورسالتك : ​

Contact Form Demo