النساء العنيدات فاشلات في الزواج

‘النساء العنيدات فاشلات في الزواج’

تقال هذه العبارة دوما للفتاة قبل زواجها أو في حالات الصلح بين الزوجين لإسكات الزوجة وحثها على عدم الأخذ والعطاء مع الزوج أو التجرؤ على مناقشته لكننا كثيرا ما ننسى أو نتناسى أو حتى نتجاهل أنه:

– أحيانا تكون الزوجة في حوار مع الزوج فتبدي رأيها والذي هو معارض لرأيه فتُتهم بأنها عنيدة حيث تجرأت على رأيه وقالت أن اللبن أبيض مع أنه كما نعلم جميعا، اللبن أسود. وفي الحقيقة أتساءل كيف للحوار أن يسمى حوارا إن كان فيه استبداد لأحد الطرفين برأيه وتجاهلا لرأي الطرف الآخر!

– أحيانا تطلب الزوجة شيئا عاديا وليس فيه تعديا على حقوق الزوج لكنه يرفض دون تقديم أي سبب مقنع للرفض فتصِر بالطلب وتعيد الكرة فتُتهم أيضا أنها عنيدة وكثيرة الإلحاح والطلبات، كان عليها أن تكون زوجة ‘ذكية’ وتقول حاضر كما شئت ولا تكثر من الطلبات.

– تحب الزوجة أن تستشعر مساحتها من الحرية في منزلها لذا أحيانا تريد عمل شيئ ما فيعترض الزوج لمجرد الاعتراض وهذه كسابقاتها تدخل ضمن حزب العنيدات اللواتي فشلن في إنجاح العلاقة.

– أحيانا ترفض الزوجة التنازل عن حق من حقوقها وتتمسك به وأيضا كما هو معتاد تتهم بالعناد وقلة الأصل.

لا أريد أن أنفي صفة العناد عن بعض النساء لكن إطلاق تلك الصفة وقلة الأصل على عموم النساء لأنها الطرف الأضعف هو دليل ضعف المجتمع عن حمايتها وحماية حقوقها ومساحتها من الحرية في التعبير ودليل ضعف الزوج وعجزه عن إقناع الزوجة أو على الأقل تقبل آرائها واختلاف وجهات نظرها عنه وتفردها بآرائها فالأسهل للجميع رمي التهمة والابتزاز العاطفي بعبارات تجعلها تسكت وتخاف وتتراجع مثل (عنيدة، قليلة أصل، قوية (بالمعنى السلبي طبعا)، المرأة الذكية تعرف كيف تتصرف).

وقد يكون اتهامها بالعناد كناية عن وضوحها أو استخدامها للطرق المباشرة في التحدث والطلب والنقاش وابتعادها عن الطرق الملتوية التي لا ترضي الله وبهذا فهي ليست على قدر من الذكاء كما يحلو للبعض تسميته، ولو أمعننا النظر للعلاقات بإنصاف سنجد في الكثير منها أن الرجل هو العنيد حقا لكن المجتمع اعتاد على قبول ذلك من الرجل ورفضه من المرأة حتى ولو لم يصرخ بذلك إلا أنه ثقافة عامة توارثتها أجيال لعقود طويلة ولهذا السبب يطلب من الزوجة دائما المسايرة والمسايسة والاحتواء ولو كان الزوج مخطئا رغم أن الاحتواء مطلوب من كلا الزوجين لتسير العلاقة بشكل صحي بل هو على الرجل أوجب بحكم قوامته على الأسرة مما يتطلب منه حكمة أكبر في التعامل،

أما العناد فهو في الحقيقة رد فعل وصفة سلبية وأسلوب تعبيرعن الرفض مرفوض من الرجل والمرأة وعلى الزوجين كليهما تقع مسؤولية التنازلات والتضحيات واحتواء الطرف الآخر لتحقيق التوازن في العلاقة.

#سمية_الفرحان

للتواصل مع الكاتبة عبر وسائل التواصل الاجتماعي:
انستغرام و فيسبوك

اقرأ أيضاً: العمل أم المنزل؟!!

مشاركة المقال:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إن كان لديك أي مشكلة أو استفسار أو سؤال يمكننا مساعدتك فوراً عبر التواصل سجل اسمك ورسالتك : ​

Contact Form Demo