الذكاءات المتعددة

ما هو الذكاء؟ وهل نمتلك جميعنا شكلاً واحداً للذكاء؟

هل لاحظت أيها الوالد قدرة طفلك على تحديد الاتجاهات وفهمها في عمر مبكر؟

هل لفت انتباهكِ أيتها الأم قدرة ابنتك على استخدام الكلمات في مكانها ووقتها الصحيحين والحديث بطلاقة وثقة؟

هل تجد أيها المربي صعوبة في إيصال فكرة ما للطفل! بينما تلاحظ انسجامه معها واستيعابها حال تحويلها لأسئلة منطقية ومشكلة تحتاج منه حلاً؟

إن هذه الأسئلة ليست لتحديد مقدار ذكاء الطفل، إذ أن النظرة الضيقة للذكاء وتحديده بشكل واحد وتفاعلات محددة لم يعد صالحاً في زمننا هذا.

في عام ١٩٨٣ أطلق عالم النفس الأمريكي، وأستاذ التعليم والإدراك في جامعة هارفارد ” هاورد غاردنر” نظريته في “الذكاءات المتعددة”.

تقوم النظرية ببساطة على فكرة أن كل شخص يمتلك خليطاً من الذكاءات المتنوعة بنسب متفاوتة، ويتم تحديد نوع ذكاء الإنسان بحسب النسبة الأكبر والنمط المهيمن لأحد أنواع هذه الذكاءات، أو حتى لاثنين أو ثلاثة أنماط ربما.

لماذا من المهم معرفة نوع الذكاء لدى الطفل؟ 

إن فهم أشكال الذكاء من قبل الوالدَين والمربين والمعلمين يعد من أهم متطلبات العملية التربوية والتعليمية، ذلك أن الإحاطة بهذا الأمر تسهل علينا تحديد طرق التربية وأنماط التعليم بناءً على نقاط القوة لدى كل طفل.

سنستعرض فيما يلي أشكال الذكاء الثمانية التي حددها غاردنر: 

  1. الذكاء المنطقي/الرياضي: يشمل القدرة على حل المشكلات من خلال المنطق، وفهم العلاقات العددية والأنماط، وحل المعادلات والتفكير التجريدي، يُظهر أصحاب هذا الذكاء مهارة في وضع الأهداف والخطط والجداول والتنظيم، لديهم قدرة على ربط الأسباب بالنتائج بشكل سريع وصحيح.

  2. الذكاء البصري/المكاني: يبدي أصحاب هذا الذكاء القدرة على التعامل مع الصور والمساحات وفهمها وتحديد الاتجاهات، وفهم الأمور من خلال تكوين الصور البصرية وتخيلها.

     

    هل لاحظت لدى طفلك استجابة للتعلم عن طريق رصف المكعبات والكتل من حوله وتحديد الخطوط والمسافات ورسم الخرائط أو تخيلها؟

  3. الذكاء اللغوي: يتصف أصحاب الذكاء اللغوي بقدرتهم على التحدث أو الكتابة وتخزين عدد كبير من المفردات في الذاكرة ثم استخدامها بالشكل الصحيح، إضافة لسرد الحكايات أو تعلم اللغات، يستجيبون للأنشطة التي تحتاج نقاشاً أو تعبيراً بالكتابة.

     

    إن طفلك الذي يحسن استخدام التشابيه والاستعارات ويستحضرها في وقتها هو طفل ذكي لغوياً.

  4. الذكاء الحركي/ الجسماني: ويعني القدرة على استخدام حركة الجسم بتناسق لتحقيق الهدف المنشود، سواء بالقيام بالأعمال أو لاكتشاف الأشياء والتفاعل معها، وكذلك التعلم عبر الأنشطة البدنية.

     

    أصحاب هذا الذكاء قد ترهقهم بيئات التعلم التقليدية والثبات في المكان، يعبرون عن أنفسهم بشكل أفضل عند القيام بنشاط حركي، يبرعون في الأعمال الحرفية والفنون اليدوية، ويتعلمون بشكل أفضل من خلال القيام بالتجارب.

  5. الذكاء الطبيعي: ويعني فهم الطبيعة والتفاعل معها، قد نلاحظ انجذاب الطفل ومتابعته للكتب والأفلام المتعلقة بالحيوانات والنباتات، وكذلك علوم الأرض، يبدعون في الأنشطة التي تتطلب تلامساً حقيقياً مع ما حولهم من مكونات وعناصر طبيعية.

     

    هل لاحظت حماس طفلك لملامسة الحيوانات الصغيرة واللعب بالتراب بينما يأنف أخوه هذه الأفعال؟

  6. الذكاء الاجتماعي/التفاعلي: يبدي أصحابه تفوقاً في العمل الجماعي، يحسنون صنع العلاقات، وفهم الناس من حولهم، والتفاعل معهم بشكل صحيح يحقق الأهداف، ينمو هذا الشكل من الذكاء بالانخراط في الفرق والأعمال والرياضات الجماعية، يفضلون الدراسة في مجموعة ولا يحبون القيام بالأنشطة الفردية.

     

    إن طفلك الذي يتمتع بالذكاء الاجتماعي قد تظهر لديه سمات الشخصية القيادية في وقت مبكر.

  7. الذكاء الموسيقي/ الإيقاعي: تجذبهم الأصوات، النوتات الموسيقية، يميزون اللهجات، ويستذكرون الأشياء والمعلومات من خلال الأصوات والأنماط الإيقاعية المصاحبة لها، يمكن تنمية مهاراتهم بالأنشطة السماعية.

     

    هل لاحظتم لدى أحد أطفالكم ميلاً لدندنة المعلومات التي يقرؤها مثلاً، ثم استذكارها بهذا الشكل تحديداً؟

  8. الذكاء الذاتي/ الداخلي: ويعني قدرة الإنسان على فهم نفسه، دوافعه ورغباته، وضبط انفعالاته، قد يميل من يتمتعون بالذكاء الذاتي للعمل بشكل منفرد بسبب فهمهم لأنفسهم ولحاجاتهم، هواياتهم فردية، يبتعدون عن الصخب، تحفيزهم ينبع من الداخل، قد لا تجذبهم بيئات اللعب والتعليم الجماعي بقدر ما يهمهم التحليل والتقويم الذاتي والفهم الشخصي لكل ما يرونه حولهم.

     

    ليس عليكِ القلق أيتها الأم إن أظهر طفلك بعض الاستقلالية في اللعب والتعلم. 

إن نظرة سريعة على الأشكال السابقة من الذكاء ستمنحنا مدخلاً واسعاً للتعامل مع الطفل بحسب نقاط قوته ونمط ذكائه، إضافة لاعتماد طرق التدريس الحديثة والتي تراعي الفروقات الفردية بين الأطفال، وتسهل إيصال المعلومة بالشكل الأنسب عوضاً عن حشو المعلومات في رأسه دونما فائدة.

كما أن اكتشاف نمط ذكاء الطفل سيحررنا من تصنيفات الذكاء والغباء القديمة، إذ أن كل إنسان متميز بما حباه الله من نقاط للقوة ستثمر وتأتي بأفضل النتائج لو تم استغلالها بالشكل الأفضل.

هنا أضع بين أيديكم نموذج لإختبار الذكاءات المتعددة وفقاً لنموذج Howard Gardner

تـحـمـيـــل

وإن كانت هذه الذكاءات فطرية وهبة من الله فإن الاهتمام بها وحُسن استثمارها هو أمر اختياري تقع مسؤوليته على الأهل والمربين والمنظومة التعليمية الحديثة ككل.

#علياء_العبيسي

مشاركة المقال:

1 فكرة عن “الذكاءات المتعددة”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إن كان لديك أي مشكلة أو استفسار أو سؤال يمكننا مساعدتك فوراً عبر التواصل سجل اسمك ورسالتك : ​

Contact Form Demo