عدد المشاهدات الكلي 1,625 , عدد المشاهدات اليوم 3
أساليب الإقناع
قبل أن تفكر في إقناع ولدك بأي أمر قف مع نفسك وقفة تأملية صادقة وصارح نفسك، هل أنت حقا مقتنع بما تريد إقناعه به؟
إن كانت إجابتك (لا) سيظهر تناقضك إن لم يكن في قولك ففي فعلك أو تعابير وجهك أو لغة جسدك أو في فقدان نبرة الثقة في صوتك، شيئا ما سيفضح عدم إيمانك بما تقول، حينها ستفقد مصداقيتك وستفشل.
ما هي أساليب الإقناع؟
– التسليم:
هناك فرق بين سبب اتباعنا لأوامر الله والهدف من هذه الأوامر، قد لا ندرك الهدف من التشريع لكن سبب اتباعنا له أولا وأخيرا يجب أن يكون التسليم للأمر الإلهي، قد لا تدرك بعض الفتيات الهدف الحقيقي وراء تشريع الحجاب للنساء لكنها تتحجب امتثالا لأمر الله، قد لا ندرك الهدف الحقيقي وراء تحريم لحم الخنزير لكننا نمتنع عن أكله امتثالا للأمر الإلهي، فالتسليم لله وإيماننا أن كل ما أُمِرنا به ونُهينا عنه جاء لصالحنا هو السبب الأساسي لاتباعنا.
– الحجة والدليل
يُعدّان من أقوى وسائل الإقناع هل تمتلكهما؟ قد يسألك ولدك سؤالا لا تملك دليلا على إجابته، لا تُجب قل له سأجيبك بعد حين ثم ابحث في القرآن والسنة والمواقع الموثوقة والصفحات المهتمة عن دليل ما ستقول ثم اعطِه إجابتك حينها سيمكنك إقامة الحجة عليه وحذارِ من نسيان أو تجاهل الإجابة على أسئلته.
– التفكير المنطقي
قد يسألك ولدك لماذا حُرّم لحم الخنزير فلو أجبت لأنه غير صحي أو لأن هذا الحيوان يأكل القاذورات ربما يجيبك ولكن في الغرب يأكلون الخنزير وكثير منهم بصحة ممتازة لكن لو سألك لماذا لا تدعني ألبس زِيّا مرعبا في عيد الهالوين وأجبت لأن بعض الناس سترتعب وخاصة الأطفال وليس من اللطيف إخافة الناس قد يقتنع حيث لا أحد يحب أن يرعبه الآخرون، ما تراه أنت منطقيا قد لا يراه الآخرون كذلك فالتفكير المنطقي من الأساليب التي لا تنفع دائما فانتبه متى تستخدمه.
– ذِكر العواقب
ذات يوم سألني ولدي لماذا لا يجب علينا أن ندخن فقلت يجب أن نتجنب كل ما من شأنه أن يؤدي بنا إلى الموت وبحثت له عن صور توضح الفرق بين رئتي المدخن ورئتي غير المدخنين وقرأت له عدة دراسات وإحصائيات تثبت أن التدخين سبب رئيسي في الكثير من الأمراض والوفيات حول العالم فتفاجأ من المنظر واقتنع.
– استغلال المواقف
في أحد الأيام ونحن في مطعم نتناول وجبة العشاء سقط أحد الأشخاص أرضا وبدأ يصرخ ويستفرغ حتى جاءت الإسعاف، سأل الطبيب المرافق ما الذي حدث فقال صديق المريض أنه تناول كمية كبيرة جدا من المشروب فكان هذا الموقف داعما لي في شرح أضرار الكحول على الإنسان لأبنائي.. في يوم آخر كنا نتمشى ليلا في المدينة فرأينا سكرانا يترنح والناس يضحكون منه ويسخرون فاستغليت الموقف أيضا لأشرح لولدي كيف أذهب المشروب عقل هذا الرجل حتى صار مدعاة لسخرية الناس. استغلال المواقف وسيلة إقناع ناجحة.
– التجربة
بالتأكيد لا يمكنك ترك ابنك ليجرب المشروبات الكحولية أو المخدرات ليدرك ضررها لكنك تستطيع تركه يجرب قصة شعر تراها أنت بشعة حتى يرى نفسه بالمرآة فيدرك ذلك بنفسه، قد تترك طفلك يجرب زي هالوين مرعب ليذهب فضوله ويصدق أنه شئ غير محبب للنفس السويّة، عندما لا توجد خطورة في الأمر دعه يجرب فالكثير من الناس جرب أشياء كثيرة لمرة واحدة ولم يكررها في حياته وأنا منهم. هل فعلتموها أنتم؟
– إيجاد البدائل للتعويض
عندما تمنعه من الاحتفال بأعياد رأس السنة الميلادية عوضه في أعيادنا بالمبالغة بالاحتفال والبهجة والزينة وصنع الحلوى ولا بأس بابتكار احتفالات أخرى مثل حفلة الصلاة، حفلة الحجاب، حفلة النجاح، حفلة حفظ جزء محدد من القرآن ولا بأس بالأزياء التنكرية كالأميرات وسوبر مان والفراشات فهذا طفل ويشتهي دعه يشعر أن الفرح لا يرتبط بدين محدد لكن لكل دين أفراحه وأعياده.
– وفر بيئة مشابهة
التسجيل في المدارس العربية والمساجد وتبادل الزيارات بين الأسر المسلمة تُشعر الإبن بوجود أشباه له يحملون نفس العقيدة والفكر فلا يشعر بالوحدة. أعرف أن توفير البيئة المشابهة في الغرب ليس أمرا سهلاً لكننا نحاول.
الإقناع لا يحدث بجلسة واحدة بل هو شئ تراكمي يبدأ من الطفولة مع مرور السنين وتكرر المواقف وتنويع أساليب الإقناع وتوفير البيئة والدعم وصِدقك وثباتك على مبادئك كمُربّي.
مشاركة المقال:
Share on whatsapp
Share on telegram
Share on facebook
Share on twitter
عدد المشاهدات الكلي 1,624